انسان ,,

كصوت صنبور المياه في منتصف الليل ...

ضربات طبول متوازية و متساوية ...!!

هكذا كان صوت ينبعث لعمق دماغي و يحرك في نفسي دفة موسيقية مؤلوفة .!

دائما احببت ذاك التواتر الجميل ..!

ركزت دماغي على " دندنة " معينة ... وانطلقت بها مرددا ... لم اعرف كم مر من وقت ...!!

ولكن بدا لي السواد المحيط بي كليلة عهدتها منذ سنوات ...

ببطئ فتحت عيني ..

لم استطع تحريك اي من اطرافي ...

حاولت بجهد مضني و لكن بلا فائدة ...

كان كل شيء هادئا ...

راقبت تلك النساء بزيهن الابيض الملائكي يتهادين من حولي و يتناقشن بملف علق اسفل سريري حاويا تقريرا كاملا عني و عن صحتي ...!

مهلا...!!!


مشفى ؟!! سرير؟؟!!! صحتي؟!!!!!!


لا اعلم متى حدث ذلك ..!!!

اهو حادث؟!!!!

ربما .. ولكني لا اذكر شيئا ... كنت اسير ببطئ تلك الليلة ...

كان المطر غزيرا و بدون مظلة تقيني استمر السير بلا نهاية او هكذا ظننت .!!

سمعت اصواتا تنادي اسمي ...

من انا؟!

لا يهم من انا حقا ... فانا انسان ... و امثل طبيعة و حياة انسان ..!!

لدي مشاعر انسان ...و قلب انسان ... وعقل انسان ...!!!

بل اني انسان انا متأكد ... !!

لكن من اخبرني باني لست انسانا اصلا ... ولماذا قد يصر انسان على انسانيته ان كان انسانا حقا ؟!

لا اعلم .!

لا يهمني ان اعلم ... فلابد ان انسانيتي تحتم علي تذكير العالم بذلك ... و جهد خرافي يبذل في سبيل ذلك .!

.

هل اختلطت الدموع بقطرات المطر ؟؟؟ لا اظن ... فانا لم استطع ان ابكي ... و لن ابكي ...!!

البكاء ؟؟ .. ومن قال انه للنساء فقط ... ومن قال ان الرجل لا يبكي نفسه في صدره و ان المه يحرقه آلاف المرات في صدره ...و لا يبوح به ...!!!

تهاديت بلا قرار في شارع طويل بدا لي ان لا شيء امامي و كما لا شيء خلفي سوى اصوات مزعجة .!

تنبعث تلك الاصوات من حفل ... ربما هو حفل .!!

ما كان سر الحفل؟ .. لا اعلم .!!

فالانسان يحتفل بكل شيء ...!

حفلات عويل و بكاء و حفلت رقص و غناء و حفلات طلاق و كما تواجدت حفلات الزواج ..!!

ان حياة الانسان حفلة ..!!

هكذا كانت الاصوات خلفي لا بد من حفلة ... كانت ملابسي مبتلة و لكني ما عدت آبه ...!!

لم؟؟ لا اظنني اذكر ... ربما كنت خارجا من حفلة قتل ؟! ... قد اكون قاتلا ... ومن يعلم .!

قد اكون شخصا سيئا ايضا ..فمن يعلم ؟!

لكن اظنني لم اقتل ابعد من قلبي نفسه ...!!!

.

خيوط لامعة ... متواصلة و مربوطة معا ... هكذا تلك الومضات البسيطة ... احجية ...تحتاج ن يركبها .!!

لا اظنني من بعثر اجزائها ... ولكنهم طالبوني بان اكون من يلملم ما تبعثر ..!!

فحملت وزرا ... ليس لي فيه ذنب ... هكذا الانسان لم يكن يوما عادلا ... اظننا احتفلنا يوما و تشاركنا السعادة في احدى حفلات الظلم ... لا اذكر ذلك ... ولكن اعلم ان لا احد قد نجا من حفل شبيه .!

ثم بدا لي الشارع ضيقا ... و بدا العالم يلف ... و كل شيء اختلط ... حتى اني رأيت ميتا عرفته منذ سنوات .!

شككت قلت ربما مت و ارتحت .!!!

و لكن مهلا ... لم يكن ذلك هو الامر ... و الا ماذا افعل في اسر المشفى .!

كيف اكون هنا وانا ميت ... فانا حبيس غموض لا اعرف قراره و ذاكرتي لا تريد ان تخبرني شيئا ..!!

ولكن بدا لي ان كل جزء مني يتذكر عدا الدماغ ... فجسدي يرتعش و اظنها دموعا تلك التي طفرت من عيني ...!!

كم آمل ان يعلم عقلي بما يجري ...

و لكن الانسان ... ينحي العقل عن تصرف كهذا ...

آه ...

كم اود ان يعود الزمان ...و اشارك في ذاك الاحتفال و انهي ما بدأت ... ولا يهمني ان قتلت قلبي او شخصا هناك ...

ولكني انسان يريد ان يحتفل فهل من مجال؟![center]

شكرا بلسومة على الموضوع الرووعة

مشكوووورة حبيبتي

مشكوووورة

يسلمو ايديك

شكرا على الموضوع

يسلمو ايديك يا بلسم الجراح

ابدعتي

شكرا بلسم الجراح



موضوع مؤثر



تسلم ايديك